
قالت : "نظرةٌ تحمل جميع معاني الإستهزاء"
قلت : مرحبًا يا آنستي ..
قالت : هه .. آنستي .. أنا لست آنسه .. أنا متزوجه ولا تطلب هذا الشيء منّي ..
قلت : إنّي لا أرى خاتم ..وأنا لم أطبله .. ولا أريد منكِ ذلك ..
قالت : سئمت منكم الكذب .. بالأمس طلبه منّي رجلُ يدعى مالك ..
قلت : أنا رجلٌ يبحث عن صندوق أمين أضع به أحزاني ..
قالت : هه .. إذًا قلت مرحبًا لكي تجد فيني تلك الأماني ؟
قلت : ربّما ..
قالت : إذًا ما هي احزانك ؟
قلت : سأقول .. ولكن لا يقل في النساء إيمانك ..
قالت : أتحبّها ؟
قلت : كتبت قصيدةٌ .. أنا إنّها ..
قالت : رَحَلَت ؟
قلت : سألها بتلك الليله هل تريدينه كزوج ؟ غيري قَبَلَت ..
قالت : يال وقاحتها ..
قلت : عذرًا .. أرجو ان لا اسمع تلك الكلمات بحقَّها !!
قالت : وماذا تريدني أن أقول ؟ يال جمالها ،أناقتها، وفائها ؟
قلت : نعم .. فتلك الأشياء لم أرى مِثلِها ..
قالت : ولما لم تبادر ؟
قلت : بادرت .. و انسفت من معجمي أن أكون حاذر ..
قالت : كم سنة ؟
قلت : ستّه مؤلمه ..
قالت : امسح الندى من وجنتيك و أكمل ..
قلت : هنالك الكثير من اللألام أحمل ..
قالت : ادهشتني .. نادر الأمور ما تجعلني اذبذب سعادتي ..
قلت : ذهبوا إليهم جميع اخوتي و والدتي ..
قالت : انّك تزيد حيرتي ..
قلت : قالوا لهم بأنّه بعد ستّين يومًا سيأتي .. بعد استلام شهادتي ..
قالت : وماذا حصل ؟ مضت أيامًا و ليالي و سنين .. لما لم تنتظر ؟
قلت : غاوت بمصالحها .. و نفذ من حقبتها الصبر ..
قالت : هه .. يالسخرية القدر !!
قلت : ما رأيك بهذا ؟
قالت : امممم جميل .. ما هذا ؟
قلت : كان يخصّها هذا العطر ..
قالت : هاهاهااااي .. إنك فعلًا لعاشقٍ مجنون ..
قلت : وما هو الجديد؟ .. فتلك هي اوصاف كل حنون ..
قالت : قل لي .. هل قلبك إلى الآن مسجون ؟
قلت : لا تفتحي جراحي فهذه صدق الضنون ..
قالت : هل تعلم شيء !؟ لم أكن أعلم بأن الرجال هكذا يعشقون ..
قلت : وانا كذلك .. كنت اعتقد بأن جميع النساء مثل أمي لا يخونون ..
قالت : إذًا ماذا تنتظر ؟ دعها و شأنها ..
قلت : إنّي مسجون خارج و داخل اسوارها ..
قالت : لا تريد أن تتزوّج ؟
قلت : دعيني بتلك الحياة أتفرّج ..
قالت : لا تقل هذا .. فأنت رجل .. وتحمل على كتفيك كل عيب ..
قلت : لا أعلم لا أعلم .. ولا أحد يعلم ما هو غدًا .. وما هو عالم الغيب ..
قالت : أعلم أعلم .. لكن إن كنت هكذا .. ستجري الأيام و تطرق بابك خصال الشيب ..
قلت : نحن نزور الحياة .. و هذه إحدى مراحل ..
قالت : إذًا لا تدع الحياة تقف امام هذه المسائل ..
قلت : لا تقلقي يا سيّدتي .. فأنا رجلٌ عاقل ..
قالت : أنا لست سيدّه .. بل آنسه ..
قلت : ولما تقولينها و أنتي يائسه ؟
قالت : عيناك جميلتان ..
قلت : هههه .. شكرًا .. ولكن هذه أم هذه ؟ أم الإثنتان ؟
قالت : إنك وسيم ..
قلت : فلتذهب وسامتي للجحيم ..
قالت : ردٌ جميل .. دعني ارى تلك الساعه .. لما تسير هكذا العقارب ؟
قلت : انظري .. كنّى نسير هكذا .. كطبيعة الوقت ..و لكن هي رحلت بعكس العقارب .. فأنا أحسب لها الزمن .. لهم .. إنهم عقارب ..
قالت : يا إلهي .. إني لا أرى فيك شيء يعنيك ..
قلت : هذه حياة المجانين .. لا تكترثي .. خذي هذا .. فالجو قارص .. علّه يدفيك ..
قالت : تملك كثيرًا من الحنان ..
قلت : ربما .. على الرغم من هذا أشعر أحيانًا بأنّي جبان ..
قالت : ولكن كيف ؟
قلت : في صراعي لا أحمل السيف .. أكرم عدو الضيف ..
قالت : هذه شجاعتك .. هذه قدرةٌ ليست بزيف ..
قلت : شكرًا .. الوقت يدركنا ..
قالت : ولكن كيف ؟ مازلنا في بداية حديثنا ..
قلت : إنّي اعتذر ..فقد حان وقت الرحيل ..
قالت : ستدعني بهذا البرد ؟ ستدعني مع البرد بهذا الجسم النحيل ..؟
قلت : نعم .. سأرحل .. لقد قضيت معك وقتٌ جميل ..
قالت : مهلاً مهلاً .. خذ هذا ..
قلت : ماذا ؟
قالت : الستره ..
قلت : دعيها لكِ ذكره ..
قالت : إذًا لن تطلب منّي الزواج ؟
قلت : أنا لست رجلٌ مزاج ..
قالت : كنت أعلم بأنّك سترمي أفكاري ..
قلت : أنا سألرحل .. فأنتِ الآن تعرفي كل أسراري ..
قالت : وهل هذا الشيء يجعلك تعاني ؟
قلت : هه .. بالفعل لا .. فأنتِ كذلك لم تعرفي من أنا .. لم أعرف من أنتِ .. فهذه صِفات صندوق أحزاني ..